الخميس، 21 يونيو 2018

تحميل رواية "الأبله" - فيودور ديستويفسكي (جزءين)

تحميل رواية "الأبله" - فيودور ديستويفسكي

"فيودور دوستويفسكي" دون أدنى مبالغة يحق لنا تسميته "رائد" فن الرواية بمفهومها الشامل الذي نعرفه الآن، تمكّن من خلال رواياته من الولوج لعمق النفس الإنسانية عبر إدراك تفاعلاتها تجاه التأثيرات العاطفية . 
 أي عالٍم النفس يحلل النفس البشرية بغية التوصل لفهمها وإدراكها وحتى استيعابها، بينما "فيودور دوستويفسكي"  يتمكن من ذلك بطلاقة وسلاسة دون تحليل. 


رواية "الأبله" لــ"فيودور دوستويفسكي"  في جزءها الأول، تجري أحداثها في مشهدين إثنين فقط، الأول في عيد ميلاد نستازيا فيليبوفنا والثاني لدى زيارة الأمير في الريف إثر تعرضه لوعكة صحية وامتثاله للشفاء. ولو قاربنا المدة الزمنية لهذين المشهدين نجد أن أهم الأحداث وابرزها جرت في ليلتين فقط. مع مراعاة الفروقات الزمنية للأحداث الأخرى.

ولو تساءلنا من هو "الأبله"؟ أو "الأمير" أو "ليون نيقولايفتش"؟ فكما عودنا دوستويفسكي، فالشخصية الواحدة يكون لها أكثر من إسم قد يكون إختصار إسم أم لقب. 
وللإجابة عن هذا السؤال نجد أن الكاتب وضعنا أمام شخصية نادرة الوجود ليس فقط في زمنه وإنما ندرتها تكمن في كافة وكل الأزمنة دون إستثناء زمننا هذا، فالأمير هو إنسان ذو حسب لايبدو ذلك من خلال مظهره أو من خلال ما لم يمتلكه من ثروة ثم عاد وامتلكه لاحقًا، وإنما من خلال تعامله مع الآخرين. فـأصحاب النسب العريق ليسوا المتأنقين المتباهين والمتكبرين، وإنماالذين يعرفون كيف يتعاملون مع من حولهم، مهما اختلفت ظروفهم ومواقعهم الإجتماعية، برقي وإنسانية. والأمير لم يكن وحده يتمتع بهذه الميزة الخلقية، كذلك تمكنا من مشاهدة نموذج آخر لإبن العائلة الأصيل عبر مواقف قريبته إليزابيت بروكوفيفنا. 


أمّا فيما خصّ الأبله فهو إنسان صريح ومباشر يقول الأمور دون تكلّف أو حتى تكبّدعناء في البوح والقول. وهذا ما أعطاه صفة "البلاهة"! فالصدق قد يبدو ضربًا من ضروب العته في زمن إعتاد على التزييف والتزيين في تعاملاته. بيدأنّ "الأبله" هنا رغم نظرة المجتمع له ووصمه بالسذاجة، تمكن من إرباكهم جميعًا وأصبح في موقع المؤثر وبالجميع أيضًا دون أن يتنبه أحد لذلك. 
فهذه الشخصية التي لاتتواني عن البوح والقول أربكت من لايقوى على ذلك ومن اعتاد الكذب والتلفيق سيضيع حين تقدّم إليه الحقيقة على طبق من ذهب. إنها الحقيقة التي يتوه عنها البشر ويميلون بعيدًا حتى عن فهمها ورؤيتها، لا لسبب إلا لأنها تخيفهم. 
وما أضاف هذه السمة على الأمير، أي سمة السذاجة هو مرضه. كالعادة يظهر داء الصرع في رواية أخرى لدوستويفسكي،هذا الداء الذي شكل بالنسبة لهذا الروائي مصدر بؤس وشقاء لإصابة إبنه به. وهنا نرى بأن الكاتب لا بدّ وأن يضع من ذاته ومن حياته ليكون عمله تامًا ومتقنًا. 
نوبات الصرع التي تصيب الأمير ليون نيقولايفتش، إنما هي حالة هذيان تجعله يرى الحقيقة بصورة أوضح وأنقى ، ليتمكن بعد تخطيها من التعامل مع نتائج ما توصل إليه وهو يتصارع مع المرض.

بالنسبة لدور المرأة في هذه الرواية، كالعادة، هناك إمرأة واحدة يتنافس عليها الجميع "نستازيا فيليبوفنا" وغالبًا ما تمتاز هذه الشخصية برؤية عاطفية تميل نحو التقرب من الألم والإبتعادعن السعادة، وكأنّ لذة الحب لا تكون إلاّ في وجعه.

ومقابل السيّدة المتنازع عليها نجد لها منافسة متعجرفة تعرف حقّا ما تريد وتعرف كيف تحصل عليه وتصل إليه إنها "آجلايا".



حتى الآن لم تكتمل الصورة بشكل مطلق، فالأحداث لازالت في أوجها، بقي علينا قراءة الجزء الثاني..


لتحميل و قراءة رواية الأبله الجزء الأول


لتحميل  وقراءة رواية الأبله الجزء الثاني







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر التعليقات

جديد

أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *