تحميل رواية "حين تترنح ذاكرة أمي" - الطاهر بن جلون
اللا فاطمه ، هذا هو أسم تلك السيدة العجوز ، يستعرض أبنها حياتها ، طفولتها ، و زواجها من أزواجها الثلاثة وترملها و اعتبار نفسها فأل شؤم عليهم ، فالأول مات في أقل من سنة عندما أصيب بوباء التيفويد، و الثاني رجل كبير في السن ، والثالث رجل طلق زوجته الأولى لأجل فاطمه عندما حملت ، فقد كان يعتقد بأن زوجته الأولى عقيمة لأنه لم تنجب خلال سنتين من زواجها به ..!!، وعندما طلق المسكينة وتزوجت “اللحام ” أنجبت منه في أول ولادة توأمين ذكرين ومع مضي السنين أصبح لها ثلاثة عشر ولداً..!
كانت حياة اللا فاطمه تدور في المطبخ ، وتنظيف الدار ، ورعاية الأولاد، أمية غير جاهلة ، تتعلم من أمور الحياة و الدنيا ، تعبر عن حبها لعيالها من خلال طبخ ما يحبون من أكلات ، لها أمنية وحيدة وهي أن تموت قبل أن تفقد أحد من أحبائها فهي تفضل أن يبكوا عليها بدل أن تبكي عليهم.
اقتباس من الرواية:
“تحولت أمي منذ مرضها إلى كائن نحيل صغير ذي ذاكرة مترنحة”. تنادي أفراد عائلتها الذين ماتوا من زمن بعيد. تكلمهم.يدهشها أن والدتها لا تزورها، وتثني على أخيها الصغير لأنه -كما تقول- يحمل إليها الهدايا.
تنكفئ أمي إلى طفولتي. تتقهقر ذاكرتها. خارج الزمن تعيش منسحبة من الواقع. تسألني كل ربع ساعة”كم طفلاً عندي؟” وفي كل مرة أجيبها الجواب نفسه.
أمي تخاف من كلثوم،امرأة تنم عيناها عن نوايا خبيثة،هي تعرف أنني أرتاب من نظراتها.لذلك تنكس رأسها حين تكلمني. تتذلل لي حين تسلم علي.
أتظاهر بعد الانتباه إلى كيدها. أرى الخوف في عيني أمي.الخوف من أن تتخلى كلثوم عنها حين يبقيان رأساً لرأس في المنزل. تقول لي أمي حين تكون في لحظة وعي “أنا لست حمقاء.كلثوم تعتقد أنني فتاة صغيرة، توبخني ، تهددني.لكنني أعرف أن مداومتي على الأدوية لها أثر يوهمني بأنها خبيثة،إنها بالعكس طيبة، كل ما في الأمر أن تفرغها للعناية بدأ يزعجها ويتعبها.لذلك لا حيلة لي سوى أن أغعمض عيني عن كثير من ردود أفعالها.
لتحميل الكتاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق