https://ift.tt/3bD4UM7
سمير نقاش يكتب سيرة التاجر اليهودي الذي أدخل تجارة الثياب المستعملة إلى أسواق بغداد
كم من ملحمة انسانية عفى عليها النسيان ولم تكتب في بلادنا، وكم من مصائر لبشر صغار عبثت بها صراعات الكبار، وكم روائي نحتاج لكي نعيد صياغة كل ذلك الماضي المدفون وراء ركام الحسرات والذكريات الشاقة المؤبدة.
هذه المرة تأتي الرواية من الكاتب اليهودي العراقي سمير نقاش الذي تبدو حياته سلسلة من المنافي منذ ان اضطر مع اسرته وآلاف الاسر اليهودية الى الهجرة من بغداد قبل نصف قرن، ليحل في ايران، ثم في اسرائيل التي يبدو انه لن يتصالح معها طالما انه هجرها، منذ فترة، لكي يقيم في بريطانيا.
لم يتوقف سمير نقاش عن الكتابة والنشر بالعربية. وروايته الاخيرة «شلومو الكردي وأنا والزمن» الصادرة عن منشورات الجمل في ألمانيا هي عمل ادبي راق، وفوق ذلك وثيقة تاريخية حول جوانب مجهولة من حياة اقليات عاشت على الحدود الملتهبة بين ايران والدولة العثمانية قبل الحرب العالمية الاولى، ثم تلقت في الأفئدة شظايا تلك الحرب التي لم يكن لها فيها نوق ولا جمال.
واذ بدت الرواية بعيدة عنا، للوهلة الاولى، في احداثها، فإن متأمل احوال المنطقة وما يطبخ فيها من مخططات حاليا، يشعر ان مآسي الماضي مرشحة للتجدد، بل انها لم تعط البشر استراحة طوال القرن المنصرم.
بطل الرواية هو شلومو كتاني (ابو سلمان) اليهودي الايراني الاصل الذي كان يقيم في صبلاخ، وهي بلدة كردية على الحدود مع العراق، تجاور فيها المسلمون والمسيحيون الكلدان واليهود منذ قرون، وفيها ولد شلومو أواخر القرن التاسع عشر ثم عاش حتى قارب المائة. وصبلاخ هي ذاتها التي سيتغير اسمها، في ما بعد، الى مهاباد، اي مدينة القمر بالفارسية، وذلك بقرار من رضا شاه الذي سعى الى محو كل الاسماء ذات الاصول التركية. انها ايضا المدينة التي احتضنت في عام 1946، غداة الحرب العالمية الثانية، أول وآخر جمهورية كردية في التاريخ، ولدت مع بداية ذلك العام وانطفأت مع انطفائه. واخيرا، هي المدينة التي دكتها المدفعية الايرانية طوال عشرين يوما خلال حرب الخليج الاولى لأنها آوت مقاتلين من «مجاهدين خلق» الذين يدعمهم العراق.
هل كان شلومو الكردي، الذي ترحل شرقا وغربا قبل ان يحط عصاه في مستوطنة «رماث غان» الاسرائيلية، بلدة الجبال والوديان والارض التي تنبت اللوز والبلوط والصنوبر، ما زالت تجلس على فوهة بركان حتى يومنا هذا؟
«لن أنسى صبلاخ الحبيبة الملعونة، يقول شلومو في أواخر ايامه، رغم بغداد العز وبومباي مصدر النعمة وطهران المأوى. هنا توقف الحصان عن المسيرة ولاح شفق المغيب وتهادى وئيدا انتقامي العذب الجبار». هل يكون الانتقام شفاهيا… بالسرد والرواية؟
يتناوب على رواية هذه السيرة الفريدة ثلاثة: الراوي الذي هو المؤلف نفسه، إذ ادرك شلومو في احدى مراحل حياته واستمع منه الى قصته وحفظها في الذاكرة، ثم شلومو الذي يلتقط خيط السرد ليروي بضمير المتكلم تفاصيل الاحداث، واخيرا الزمن الذي يشترك في الرواية فارضا نفسه لاعبا اساسيا فيها، كيف لا وهو الشاهد على شلومو، يحارب حينا وينصره احيانا، وقد تكفل بمداواة الجروح التي استعصت على الاندمال.
تسير وقائع الرواية معاكسة لتسلسل الزمن، اي بأسلوب العودة الى الماضي انطلاقا من الشيخوخة في «رماث غان»، ثم عودة الى بغداد في اواسط القرن الماضي، حين جاءها شلومو وزوجته الوفية اسمر (ام البنين) نازحين مع غيرهم من يهود صبلاخ هربا من حرب حولت قريتهم الى كرة تتقاذفها الاطراف المتحاربة، فمرة هي بيد العساكر الروس الذين يمعنون في تقتيل المسلمين، وتارة هي في يد الجنود العثمانيين الذين ينتقمون من الروس بتقتيل اليهود والنصارى. أما الشاه القجاري الذي تقع البلدة في اراضي دولته، فإنه يحكم سعيدا في طهران، بعيدا عن طرفي النزاع، غير عابئ لأولئك القرويين المساكين الواقعين بين المطرقة والسندان، يتحامى اليهودي منهم بجاره المسلم، ويلجأ المسلم منهم الى بيت صديقه اليهودي، حسب تقلبات الكر والفر في الحرب.
وفي بساتين صبلاخ، ستقع عين شلومو التاجر الغني واليهودي الورع الذي يحمل مفتاح الكنيس في جيبه، ستقع على الصبية الغريرة استير، وسيبهره جمالها فلا يعود قادرا على النوم. وستفهم زوجته الوفية أسمر أحواله وستذهب بنفسها لكي تخطب الفتاة ضرة لها وتفتح لها غرفة في بيتها، لكي يرتاح الزوج المحبوب، لكن حلول استير في الاسرة سيكون شؤما عليها، اذ ستحل المجاعة بصبلاخ كلها، ويأكل الاحياء امواتهم، وتلتهم الام اولادها، وسيقتل الاتراك الزوجة الشابة استير وطفليها في البستان ذاته الذي خلبت فيه لب شلومو كتاني.
ستأتي المجاعة على كل ثروة التاجر اليهودي، وسيطارده جند الشاه ويهددون حياته وحياة كل يهود صبلاخ، وسيكون الرحيل الى بغداد فصلا آخر من فصول تلك الحياة العجيبة. وبغداد العز لن تمنح المهاجر الفقير، في البداية، سوى فرصة شطف المراحيض في معسكر للانجليز. لكنها، في ما بعد، ستراه سيدا من سادة السوق، دفعت زوجته الوفية أسمر بمصاغها بين يديه، وقام برحلات تجارية الى بومباي، وعاد ليرفع على باب حجرته في السوق لافتة تقول: «شلومو كتاني الكردي».
بخبرته التجارية السابقة يدرك شلومو ان «ليس التحف ولا الببغاوات ما يحتاجه اهل بغداد. وأنا لن ادخل منافسة غير مضمونة مع مستورد شاي أو هيل أو فلفل، اني الى فقراء بغداد سأتوجه، الى اصحاب الهلاهل والخلقان، ان ما يحتاجونه ثيابا محتشمة بأسعار في متناول ايديهم، سأنفعهم وانتفع منهم وسأغمر دار السلام ببضاعة لم تعهدها من قبل، وسأغدو في تاريخ تجارتها علامة. وسيشيرون الى شلومو الكردي ويقولون: هذا رائد تجار الثياب المستعملة في بغداد واول من ادخل البالات الى اسواق العراق».
وفي بغداد العز والتسامح ستزدهر تجارة شلومو وتستعيد زوجته حليها اضعافا، وسيرسل ولده الاكبر الى اميركا، وينزل بالولد الثاني الى السوق ليتعلم من ابيه ويساعده، وسيزوج ابنته مريم، ويشتري بيتا في الكرادة الشرقية، ويستبدل حجرته في سوق خان دلة بأخرى مفروشة بالسجاد الفارسي، فوقها لافتة تتوهج فيها حروف «شلومو الكردي» بالذهب.
«أجل الكردي، وليس كتاني. بعناد الكردي اصررت. شلومو الكردي، لهج الناس بهذا الاسم واشاروا اليه بالاعجاب، اذ كان يوحي بأشياء يسعون اليها كمثال وكقدوة، كفاح ونجاح وطيب سمعة ونزاهة وشرف. هالة تمحو مفاهيم سلبية تراكمت عن الاكراد بعقول الناس، وتنفض عن شخصية الكردي ما لحق بها من اتربة الزيف والبهتان، أجل. هي عقدة ما كنا نعاني منها في صبلاخ، بل ولدت في حي مهاجرين قذر في بغداد، وترعرعت بمراحيض معسكرات انجليزية وبالخدمة في بيوت الناس. نحن من كنا مشتملين ببردة العز حتى تمزقت بيد الحرب الضارية المأفونة. أرأيت، إذن، سر هذا الاصرار على «شلومو الكردي» الوهاجة الذهبية على باب الحجرة في الخان؟».
ليت الأمور ظلت في بغداد العز على حالها. غير ان «رائحة شواظ عبقت في الجو» مطلع يونيو (حزيران) 1941. انه الجنون الذي عرف تاريخيا بفرهود اليهود، حين استبيحت ممتلكاتهم وحيواتهم انتقاما لما كان يجري في فلسطين بعد وعد بلفور. «صبلاخ تتكرر في بغداد؟ الانجليزي يرحل ويقول للنازي تفضل؟!».
ومثلما فقد شلومو زوجته الصغيرة استير في صبلاخ، سيفقد أسمر الوفية، أم البنين، في مذابح الفرهود. وستكون هاتان الحادثتان المرتين الوحيدتين اللتين بكى فيهما الكردي الصلب العنيد. ومن بعد الفرهود ما عادت بغداد العز كما كانت، وبدأ فصل جديد من فصول الترحال.
كم من ملحمة انسانية عفى عليها النسيان ولم تكتب في بلادنا، وكم من مصائر لبشر صغار عبثت بها صراعات الكبار، وكم روائي نحتاج لكي نعيد صياغة كل ذلك الماضي المدفون وراء ركام الحسرات والذكريات الشاقة المؤبدة.
هذه المرة تأتي الرواية من الكاتب اليهودي العراقي سمير نقاش الذي تبدو حياته سلسلة من المنافي منذ ان اضطر مع اسرته وآلاف الاسر اليهودية الى الهجرة من بغداد قبل نصف قرن، ليحل في ايران، ثم في اسرائيل التي يبدو انه لن يتصالح معها طالما انه هجرها، منذ فترة، لكي يقيم في بريطانيا.
لم يتوقف سمير نقاش عن الكتابة والنشر بالعربية. وروايته الاخيرة «شلومو الكردي وأنا والزمن» الصادرة عن منشورات الجمل في ألمانيا هي عمل ادبي راق، وفوق ذلك وثيقة تاريخية حول جوانب مجهولة من حياة اقليات عاشت على الحدود الملتهبة بين ايران والدولة العثمانية قبل الحرب العالمية الاولى، ثم تلقت في الأفئدة شظايا تلك الحرب التي لم يكن لها فيها نوق ولا جمال.
واذ بدت الرواية بعيدة عنا، للوهلة الاولى، في احداثها، فإن متأمل احوال المنطقة وما يطبخ فيها من مخططات حاليا، يشعر ان مآسي الماضي مرشحة للتجدد، بل انها لم تعط البشر استراحة طوال القرن المنصرم.
بطل الرواية هو شلومو كتاني (ابو سلمان) اليهودي الايراني الاصل الذي كان يقيم في صبلاخ، وهي بلدة كردية على الحدود مع العراق، تجاور فيها المسلمون والمسيحيون الكلدان واليهود منذ قرون، وفيها ولد شلومو أواخر القرن التاسع عشر ثم عاش حتى قارب المائة. وصبلاخ هي ذاتها التي سيتغير اسمها، في ما بعد، الى مهاباد، اي مدينة القمر بالفارسية، وذلك بقرار من رضا شاه الذي سعى الى محو كل الاسماء ذات الاصول التركية. انها ايضا المدينة التي احتضنت في عام 1946، غداة الحرب العالمية الثانية، أول وآخر جمهورية كردية في التاريخ، ولدت مع بداية ذلك العام وانطفأت مع انطفائه. واخيرا، هي المدينة التي دكتها المدفعية الايرانية طوال عشرين يوما خلال حرب الخليج الاولى لأنها آوت مقاتلين من «مجاهدين خلق» الذين يدعمهم العراق.
هل كان شلومو الكردي، الذي ترحل شرقا وغربا قبل ان يحط عصاه في مستوطنة «رماث غان» الاسرائيلية، بلدة الجبال والوديان والارض التي تنبت اللوز والبلوط والصنوبر، ما زالت تجلس على فوهة بركان حتى يومنا هذا؟
«لن أنسى صبلاخ الحبيبة الملعونة، يقول شلومو في أواخر ايامه، رغم بغداد العز وبومباي مصدر النعمة وطهران المأوى. هنا توقف الحصان عن المسيرة ولاح شفق المغيب وتهادى وئيدا انتقامي العذب الجبار». هل يكون الانتقام شفاهيا… بالسرد والرواية؟
يتناوب على رواية هذه السيرة الفريدة ثلاثة: الراوي الذي هو المؤلف نفسه، إذ ادرك شلومو في احدى مراحل حياته واستمع منه الى قصته وحفظها في الذاكرة، ثم شلومو الذي يلتقط خيط السرد ليروي بضمير المتكلم تفاصيل الاحداث، واخيرا الزمن الذي يشترك في الرواية فارضا نفسه لاعبا اساسيا فيها، كيف لا وهو الشاهد على شلومو، يحارب حينا وينصره احيانا، وقد تكفل بمداواة الجروح التي استعصت على الاندمال.
تسير وقائع الرواية معاكسة لتسلسل الزمن، اي بأسلوب العودة الى الماضي انطلاقا من الشيخوخة في «رماث غان»، ثم عودة الى بغداد في اواسط القرن الماضي، حين جاءها شلومو وزوجته الوفية اسمر (ام البنين) نازحين مع غيرهم من يهود صبلاخ هربا من حرب حولت قريتهم الى كرة تتقاذفها الاطراف المتحاربة، فمرة هي بيد العساكر الروس الذين يمعنون في تقتيل المسلمين، وتارة هي في يد الجنود العثمانيين الذين ينتقمون من الروس بتقتيل اليهود والنصارى. أما الشاه القجاري الذي تقع البلدة في اراضي دولته، فإنه يحكم سعيدا في طهران، بعيدا عن طرفي النزاع، غير عابئ لأولئك القرويين المساكين الواقعين بين المطرقة والسندان، يتحامى اليهودي منهم بجاره المسلم، ويلجأ المسلم منهم الى بيت صديقه اليهودي، حسب تقلبات الكر والفر في الحرب.
وفي بساتين صبلاخ، ستقع عين شلومو التاجر الغني واليهودي الورع الذي يحمل مفتاح الكنيس في جيبه، ستقع على الصبية الغريرة استير، وسيبهره جمالها فلا يعود قادرا على النوم. وستفهم زوجته الوفية أسمر أحواله وستذهب بنفسها لكي تخطب الفتاة ضرة لها وتفتح لها غرفة في بيتها، لكي يرتاح الزوج المحبوب، لكن حلول استير في الاسرة سيكون شؤما عليها، اذ ستحل المجاعة بصبلاخ كلها، ويأكل الاحياء امواتهم، وتلتهم الام اولادها، وسيقتل الاتراك الزوجة الشابة استير وطفليها في البستان ذاته الذي خلبت فيه لب شلومو كتاني.
ستأتي المجاعة على كل ثروة التاجر اليهودي، وسيطارده جند الشاه ويهددون حياته وحياة كل يهود صبلاخ، وسيكون الرحيل الى بغداد فصلا آخر من فصول تلك الحياة العجيبة. وبغداد العز لن تمنح المهاجر الفقير، في البداية، سوى فرصة شطف المراحيض في معسكر للانجليز. لكنها، في ما بعد، ستراه سيدا من سادة السوق، دفعت زوجته الوفية أسمر بمصاغها بين يديه، وقام برحلات تجارية الى بومباي، وعاد ليرفع على باب حجرته في السوق لافتة تقول: «شلومو كتاني الكردي».
بخبرته التجارية السابقة يدرك شلومو ان «ليس التحف ولا الببغاوات ما يحتاجه اهل بغداد. وأنا لن ادخل منافسة غير مضمونة مع مستورد شاي أو هيل أو فلفل، اني الى فقراء بغداد سأتوجه، الى اصحاب الهلاهل والخلقان، ان ما يحتاجونه ثيابا محتشمة بأسعار في متناول ايديهم، سأنفعهم وانتفع منهم وسأغمر دار السلام ببضاعة لم تعهدها من قبل، وسأغدو في تاريخ تجارتها علامة. وسيشيرون الى شلومو الكردي ويقولون: هذا رائد تجار الثياب المستعملة في بغداد واول من ادخل البالات الى اسواق العراق».
وفي بغداد العز والتسامح ستزدهر تجارة شلومو وتستعيد زوجته حليها اضعافا، وسيرسل ولده الاكبر الى اميركا، وينزل بالولد الثاني الى السوق ليتعلم من ابيه ويساعده، وسيزوج ابنته مريم، ويشتري بيتا في الكرادة الشرقية، ويستبدل حجرته في سوق خان دلة بأخرى مفروشة بالسجاد الفارسي، فوقها لافتة تتوهج فيها حروف «شلومو الكردي» بالذهب.
«أجل الكردي، وليس كتاني. بعناد الكردي اصررت. شلومو الكردي، لهج الناس بهذا الاسم واشاروا اليه بالاعجاب، اذ كان يوحي بأشياء يسعون اليها كمثال وكقدوة، كفاح ونجاح وطيب سمعة ونزاهة وشرف. هالة تمحو مفاهيم سلبية تراكمت عن الاكراد بعقول الناس، وتنفض عن شخصية الكردي ما لحق بها من اتربة الزيف والبهتان، أجل. هي عقدة ما كنا نعاني منها في صبلاخ، بل ولدت في حي مهاجرين قذر في بغداد، وترعرعت بمراحيض معسكرات انجليزية وبالخدمة في بيوت الناس. نحن من كنا مشتملين ببردة العز حتى تمزقت بيد الحرب الضارية المأفونة. أرأيت، إذن، سر هذا الاصرار على «شلومو الكردي» الوهاجة الذهبية على باب الحجرة في الخان؟».
ليت الأمور ظلت في بغداد العز على حالها. غير ان «رائحة شواظ عبقت في الجو» مطلع يونيو (حزيران) 1941. انه الجنون الذي عرف تاريخيا بفرهود اليهود، حين استبيحت ممتلكاتهم وحيواتهم انتقاما لما كان يجري في فلسطين بعد وعد بلفور. «صبلاخ تتكرر في بغداد؟ الانجليزي يرحل ويقول للنازي تفضل؟!».
ومثلما فقد شلومو زوجته الصغيرة استير في صبلاخ، سيفقد أسمر الوفية، أم البنين، في مذابح الفرهود. وستكون هاتان الحادثتان المرتين الوحيدتين اللتين بكى فيهما الكردي الصلب العنيد. ومن بعد الفرهود ما عادت بغداد العز كما كانت، وبدأ فصل جديد من فصول الترحال.
كتب سمير نقاش روايته الفذة هذه بأسلوب يقترب احيانا من سرديات الف ليلة وليلة، وبلغة لا تبتعد كثيرا عن مفردات الزمن الذي وقعت فيه الاحداث. ومع «شلومو الكردي وأنا والزمن» تسجل منشورات الجمل ضربة أخرى من الضربات الناجحة، التي اتقنتها في السنوات الاخيرة.
المصدر: https://archive.aawsat.com/details.asp?article=219452&issueno=9219#.XsAceGjXLIU
المصدر: https://archive.aawsat.com/details.asp?article=219452&issueno=9219#.XsAceGjXLIU
للدخول لصفحة تحميل الكتاب
اضغط هنا
اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق