تحميل رواية “ساعة بغداد” – شهد الراوي
رواية “ساعة بغداد” لكاتبتها الشابة العراقية المتميزة ” شهد الراوي ” إوالحاصلة باقتدار على جائزة البوكر العربية هي رواية الحدث الذي لا يمكن أن تترجم أحوالها إلا بلسان جيل عاش مرارها وآلامها ليصنع من هذا الألم نوستالجيا الحنين الذي يضفي على وجه عابريه سحنة لا يمكن أن تتخطى قراءة شحوب وجعها بمجرد النظر إليها….إنها مآساة جيل الثمانينات والتسعينات الذي كتب له الشقاء والتعب
هذه بغداد التسعينات بخط عابريها.مهما إختلفت المواقف وتباينت العواطف لا يستطيع أي مزايد أن ينكر ما حدث لهذا البلد الأبي من مؤمرات دمرت بنيته وأفرغت طبقاته الوسطى وحرمه حق إكمال عالمه فجعلت منه شتاتاً غرب خارج وطنه أو داخله. في جملة ما في صدر هذا الكتاب شدتني كلمة العيش الذي يعيشه الإنسان بقدرين … الأول قدره الشخصي والثاني بقدر من يعيش معهم …. حياة واحدة سطرها هذا الجيل بآلام الفقد والوداع والبؤس والفقر والعوزأستغربت لحال من نقد سرد شهد الروائي ناشداً المنهجة والتوضيب ترى هل الألم معقود بناصيةالقواعد ….سر الرواية كان في تلقائيتها الباذخة وهو نفسه السر الذي أوصل عمق المعنى ووهجه ليصنع قصة من الممكن أن تتناولها الأجيال القادمة لأنها كتبت بأنامل خضبتها التجربة الواقعية الصعبة …رواية جميلة وسرد روائي ممتع لتجربة أولى ناجحة .الرواية نوستالجيا الطبقة الخاسرة من يقول ان رواية (ساعة بغداد) لاتستحق القراءة هو مجافٍ للواقع ، لكن مقارنتها ومحايثتها للسرد العراقي النمطي هو أيضاً مجافٍ لذلك الواقع ، فهي تنهل من ينبوع آخر وربما تكون كاتبتها (وهذا يُحسب للرواية) لم تقرأ للروائيين العراقيين وانما انشغلت بالروايات العالمية الناجحة وخصوصأ تلك التي تحولت إلى افلام مشهورة وطُبعت منها طبعات عديدة وتوزعت بالملايين ، ونحنُ نعني على وجه الخصوص أفلام هاري بوتر وملك الخواتم وسارقة الكتب وهوغو ،الذي ثيمته أيضاً تلك الساعة العملاقة لغة الرواية بسيطة ومكثفة ومحببة وجذابة ، المهيمنة الرئيسية في الرواية هي قدرة البطلة على الدخول في أحلام الآخرين رغم انها لاتحلم ، وقد تكون تلك الفكرة المهيمنة (مقتبسة) من إحدى تلك الروايات ،وهوما سنكتب عنه لاحقاً بالتفصيل ، ردة الفعل السلبية تجاه الرواية كانت برأيي بسبب خطابها الموجه لجمهور بحد ذاته ، وهو ليس (الطبقة الوسطى) كما يُشاع ، ولكن (الطبقة الخاسرة) ،لذا فان جمهور الرواية واسع ومتلهف للقراءة ورؤية نفسه وخسارته فيها ، وهو جمهور العراقيين المنفيين من موجات النفي الحديثة (ما بعد 2003) ، وهو جمهورٌ لا يُستهان به ، ولن يكون غريباً ان المدافعين عنها هم (مثقفو) هذا الجمهور ولسان حال ( ان صح القول) تلك الطبقة الخاسرة ، بالمقابل فان الطبقة العشوائية (المنتصرة) لم تمتلك بعد تقاليدها الجمالية أو خطابها الثقافي فما تفعله هو النفي والتسقيط ، الرواية لا تنتمي للسردية العراقية ولاتؤسس لتقاليد جديدة لها لكنها رواية ناجحة….
لتحميل وقراءة الرواية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق