تحميل رواية "قزم مينورا" - منى سلامة
دعونا بداية نقول أننا نقدم منى سلامة في مدونتنا مع تحفظنا على ذلك النوع من الأدب الدعوي الموجه،ولكننا هنا لا نقدم للجمهور الكتب وفقا لذائقتنا ولكن وفقا لذائقته هو وهو حقه الأصيل، وهذا النوع من الروايات ظهر له جمهور لا بأس به في الآونة الأخيرة، لذلك نقدم لكم رواية "منى سلامة"الطبيبة البيطرية الأديبة
عندما تبدأ الإبحار في الرواية ستلاقي موجة من جرائم قتل الغامضة تدفعك مع تيار القراءة لتتعمق في الرواية أكثر , لتجد نفسك في عرض ما تسرد
اللغة : لم أقرأ لمنى سلامة من قبل , لكن ما أراه من لغة يعبر عن قدر عالي جدًا مِن النضج اللغوي و الصياغة , خاصة الركن الذي أحبه " التشبيهات " صور تشبيهية جديدة ورائعة بحق تُقرب الصورة الخيالية جيدًا إلينا
السرد : سلس و جذاب , فيه خيوط كثيرة بين الغموض و الإثارة و الهدوء لكنها تتآلف لتحيك ثوبًا مُتماسك و متين
الوصف : يكفي أن أقول أن لدي الكثير من الصور المطبوعة عن مشاهد الرواية الرائعة , والبناء الخيالي المذهل , وعنما أتذكرها أتذكر شعور الاستمتاع المصاحب لها وقت القراءة
الشخصيات : على الرغم من كثرتها وتعددها إلا أنك سرعان ما تستطيع التمييز بينهم جيدًا خصوصًا مع اختلاف خصالهم وهذا يتضح بقوة في تلاقيهم بمحور الأحداث
تدرج الأحداث : الأحداث كالموج تعلو و تهبط مع مد السرد , لكن يستكين في أعماقها الغموض للنهاية
الحبكة : الحبكة في رأيي نصفين , الأول شجاعة من الكاتبة لتعرضها قُرب النهاية فعندما تعلمها ستعيد صياغة و تشكيل قراءة الصفحات السابقة في شكل آخر تمامًا , الثاني دقة في السرد و عدم التعارض في الأحداث , كنت على وشك رفضها جملة وتفصيلًا لكن بعد انتقال المشاهد و الوصف حتى الوحوش الخيالية أجد أنها مثالية جدًا للحبكة و أبعدتني عن دفة النفور تمامًا
الإسقاطات : أُهيم في تلك الروايات الفانتازية التي تُسقط على الواقع فتهوي بجذورها من سماء الخيال لواقعنا بما يحمله من بؤس و يأس و أمل و مقاومة , و القضايا التي تطرحها و كل قارئ يفسرها بطريقته , فأنا أمقت الكاتب الذي يُمليني ماذا يقصد ؟! فلتدع مَن يقرأ يرها من منظور دون غيره
النهاية : النهاية جالية لكل صفحات الغموض التي فُتحت على مدى الرواية , هي الحكمة التي تقول لك بعد الانتصار يجب أن تتبعها بانتصارات أخرى على نفسك
قزم مينورا رواية أدبيًا رائعة و مُبدعة , تترك أثرًا قويًا في نفس قارئها
لتحميل وقراءة الرواية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق