تحميل كتاب "سيناريو الفيلم السينمائي - تقنية الكتابة للسينما" - أدريان برونل
هذا كتاب كتبه رجل عمل بفنون ومهن متعددة. عمل أدريان برونل بالإخراج والإنتاج والمونتاج وكتابة السيناريو والقصص والمسرحيات. فهو لديه الكثير مما يستطيع أن يقول لنا. ويتميز قول الرجل بالتواضع والحب والإشفاق والرغبة في أن يستفيد من يريدون أن يضعوا أقدامهم على أول طريق الكتابة للسينما. وهو يعرض ما يقوله في سهولة ووضوح.
إن التجارب هي التي تعلم الناس. يتعلم منها أولاً صاحب التجربة ومن ثم يعلم غيره حتى ولو كانت هذه التجربة أو التجارب غير صائبة. فمن الأخطاء نتعلم الصواب. ومؤلف هذا الكتاب لا يخجل أو يخشى في أن يحدثنا عن تجربة فاشلة له حتى نحاول أن نتجنب نتائجها. وهو يحرص على أن يقدم لك الأمثلة الجيدة حتى تتخذها قدوة ومصباحاً ينير لك الطريق أيها الكاتب الناشىء. ويلمس المرء من وراء تلك الأمثلة إتساع ثقافة المؤلف وتبحره في شتى ألوان المعرفة.
كنت دائماً أسعى وأحرص كل الحرص على قراءة السير الذاتية للأدباء والفنانين وأشد ما أحرص عليه ما يكتبه هؤلاء الأدباء وأهل الفن بل حتى الفلاسفة والعلماء عن حياتهم وتجاربهم. واعتدت ألا أترك حديثاً لكاتب كبير أو فنان عظيم يقع تحت يدي إلا قرأته أو استمعت إليه أو شاهدته. وكم كنت في مطلع إهتمامي بالفن والأدب أرتاد الندوات المعروفة بأصحابها من الكتاب والمفكرين ولا أجد سعادتي إلا بالاستماع إليهم وتوجيه بعض الأسئلة التي خفيت إجابتها على إليهم.
كنت أحلم بأن أكون في يوم من الأيام واحداً منهم. وعندما إستطعت أن أضع قدمي على طريق الكتابة والإبداع لم أكف عن هذا الشغف في التسلل داخل أصحاب الإبداع لأنهلَ منهم ما يقيم أودي في مواصلة الطريق. ولم أحاول أن أجعل الغرور يقهرني ويجعلني أظن أو أتوهم أنني لست بحاجة إلى أحد.
كان هذا الكتاب قد اقتنيته منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً ولم أعرف لماذا لم ألتفت إليه. ربما لأن النسخة التي حصلت عليها لم تكن سليمة وبالية المظهر وقد زال عن غلافها السميك غطاؤه الورقي الذي يعطي نبذة عن الكتاب ومؤلفه. وربما شغلني عن تلك الكتب التي كان أساتذتي في الفن السينمائي يوصونني بقراءتها. ولذلك فإنني أعجب كيف فات عن أذهانهم هذا الكتاب رغم أنني أذكر أن صديق لي قام بعرض له في مجلة “السينما والفنون”؟ في الحقيقة لم أهتم وكان ذلك منذ عهد بعيد.
وتشاء الظروف أن أعثر منذ وقت قريب على نسخة أنيقة المظهر وقد إحتفظت بغلافها الورقي فوق غلافها السميك. فقرأت ما كتب على هذا الغلاف ووجدت أنه أثار في نفسي الفضول في معرفة ما جاء في هذا الكتاب. وبالفعل شرعت في قراءته بل على وجه التحديد في إلتهامه حتى أنني لم أتركه إلا بعد فرغت منه. ووجدت نفس بعد ذلك أشرع على الفور في ترجمته تاركاً كل ما كان يشغلني من عمل أحصل منه على أضعاف أضعاف ما سوف أحصل عليه من كسب مادي من ترجمة هذا الكتاب. وكنت أشعر بمتعة شديدة أثناء عملي في ترجمة لما أتوقعه من فائدة كبيرة مما سيجنيه القارىء وكونه سيصبح مرجعاً من المراجع السينمائية التي أحاول من حين لآخر أن أزود المكتبة السينمائية بها.
ورغم أنه مضى الكثير من الزمن على صدور هذا الكتاب إلا أن المرء يشعر وكأن مؤلفه قد كتبه منذ وقت قريب.
لتحميل الكتاب
او
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق