أدعي أحدا لم. يعبر عن أزمة الرجل مع المرإة المملة الذابلة التي تفقد.الحياة طعمها ولونها مثل نزار قباني حين كتب قصيدته «الشجرة»..
احكى شيئاً..
قولى شيئاً..
غنى.ابكى.عيشى.موتى.
كى لايروى يوماً عنى
ان حبيبة قلبى ..شجرة..
حقا ماذا يطلب الانسان سوى صديق يحكي او يسمع او حتى يغضب أو يشتكي.. المهم انه موجود.. إن أفظع الأشياء أن يكون الطرف الٱخر حاضرا غائبا ذابلا ومنطفئا ومحبطا..
حينها يتسائل الرجل: أي حياة للانسان حين يكتشف أنه وقع في حب شجرة؟
كونى السم..وكونى الافعى
كونى السحر..وكونى السحرة
لفى حولى..
لفى حولى..
كى اتحسس دفء الجلد,وعطر البشرة..
كى اتأكد -ياسيدتى-
ان فروعك ليست خشباً..
ان جذورك ليست حطباً..
سيلى عرقاًً..
موتى غرقاً..
كى لايروى يوماً عنى
انى كنت اغازل شجرة..
ليس من اهانة يشعر بها المرء بعد مرور سنوات مثل أن يشعر بالخديعة..
شجرة.. أخشاب وفروع وأوراق جافة فقدت حتى الرغبة في الحياة خي نفسها أو حتى منح من حولها رونق الخضار وروعة الازهار آو لذة الثمر
ساعتها يتحول الحب مثل احساس مهين.. سيقال ويروى بأني غبي أضاع سنين عمره يتعبد لشجرة
كان يمكن إن يستظل ويأكل ويفصل من أزهارها عقودا لحبيبة فعلية.. حبيبة حية.. من لحم ودم.. تطرب بصوتها وكلامها حياته وتحاصره بعطرها.. امرأة تجعل للخياة طعما ولذة ولا تجعل منها أعواما مهدرة..
كونى فرساً.ياسيدتى
كونى سيفاً يقطع..
كونى قبراً..
كونى حتفاً..
كونى شفة ليست تشبع
كونى صيفاً افريقياً..
كونى حقل بهار يلذع..
كونى الوجع الرائع..انى
اصبح رباًً..إذ أتوجع
غنى.ابكى.عيشى.موتى
كى لايروى يوماً عنى..
انى كنت اعانق شجرة..
شجرة.. لا لهيب ولا لذة ولا دفء ولا اثارة... إن هذا النوع من السيدات قاتل.. بماذا تصير حياة الرحل ممتعة في أيامنا هذه.. حيث الحلوس على المقهى صار مكلفا.. والذهاب إلى المطاعم صار يحتاج إلى قرض من صندوق النقد.. وصنع أي نوع من الحلوى أو شراءه يحتاج إلى درلسة جدوى..
صرنا جميعا مثل فلاح «يوسف إدريس» في قصته «أرخص ليالي» الذي أوقعه كوب شاي ثقيل في أزمة أرق قاتلة لم يجد ملاذا له فيها سوى أحضان زوجه بعد أن غلقت في وجهه كل أبواب المتع بسبب أن حظه العثر أتاه بالأرق دون أن يكون في جيبه ما يساعد على تبديده..
صرنا جميعا هذا الرجل المصاب بالإرق.
تخيل كيف كانت لتنتهي ليلة الفلاح المسكين لو لم يكن فراشه الخشن يحتوي تلك الزهرة اليانعة ذات العود الممشوق والعينين الجذابتين.. تخيل هذا التعيس لو جذب امرأته فوجدها جثة هامدة جف الدم في عروقها
لو شعر بأنه يعانق شجرة.. أخشاب وفروع وأشواك جافة تعتصرها ذراعيه.. وتنغرس في ثنيات جلده
أي شعور بالخديعة يمكن أن يعتريه حين يكتشف بأنه ترك كل نساء العالم.. كل القدود الفارهة.. والعيون التي تتعدد ألوانها ومشاربها.. كل تلك الشفاه الحارقة.. كل النهود التي تفننت الطبيعة في صياغة جواهرها وكنوزها.. ترك كل الحور العين التي أبدع الخالق في خلقها مثل عينات على الأرض مما ينتظر الصالحين في الفردوس الأعلى.. لقد غادر كل هذا كالمغفل وانطلق يعانق شجرة جافة.. شجرة عافتها حتى فؤوس الحطابين.
حقا.. ما أفظع أن يروى عن المرء
بعد كل أسفاره وحياته وكل من قابل وما عاصر
أنه مجرد مجنون ضاجع شجرة..
إن كل إمرأة على هذا الكوكب تملك جمالا خاصا بها.. لن يعيرالؤجل اهتمام لو قالوا له بأنه عشق امرأة قبيحة أوه شائهة.. لحظته كان ليبتسم لهم ويقول..
«خذوا عيني شوفوا بيها»
بل إن هيلين كيلر كانت لتجد رجلا يعشقها ويرى فيها ما يجعلها جذابة ومثيرة..
انهم يقولون لكل امرأة بأنهم يمكنهم أن يجدوا حلولا لجعل بشرتك إجمل وشعرك أطول وصدرك أكثر اكتنازا..
يستطيعون أن. يجعلوا منك ملاكا..
ولكن لا شيء في العالم قادر على أن يجعل منها إمرأة..
يقول نزار «إن الأنوثة من علم ربي»..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق